الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، يعلمهم التوحيد كما يعلمهم غيره من أمور الدين، ومن أحسن ما يكون في هذا الباب كتاب ثلاثة الأصول لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ...إذا حفظوه عن ظهر قلب وشرح لهم معناها على الوجه المناسب لأفهامهم وعقولهم صار في هذا خير كثير لأنها مبنية على السؤال والجواب، و بعبارة واضحة سهلة ليس فيها تعقيد.
ثم يريهم من آيات الله ليطبق ما ذكر في هذا الكتاب الصغير؛ الشمس يقول من الذي جاء بها؟ القمر النجوم الليل النهار، ويقول لهم الشمس من الذي جاء بها؟ الله، القمر؟ الله، الليل؟ الله، النهار ؟ الله، كلها جاء بها الله عز وجل؛ حتى يسقي بذلك شجرة الفطرة لأن الإنسان بنفسه مفطور على توحيد الله عز وجل كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) .
وكذلك يعلمهم الوضوء كيف يتوضؤون بالفعل، يقول الوضوء هكذا ويتوضأ أمامهم، وكذلك الصلاة، مع الاستعانة بالله تعالى وسؤاله عز وجل الهداية لهم. و أن يتجنب أمامهم كل قول مخالف للأخلاق أو كل فعل محرم؛ فلا يعودهم الكذب، ولا الخيانة، ولا سفاسف الأخلاق؛ حتى وإن كان مبتلاً بها كما لو كان مبتلاً بشرب الدخان فلا يشربه أمامهم لأنهم يتعودون ذلك ويهون عليهم.
و ليعلم أن كل صاحب بيت مسؤول عن أهل بيته لقوله تبارك وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً) (التحريم: من الآية6) ولا يكون وقايتنا إياهم النار إلا إذا عودناهم على الأعمال الصالحة، و ترك الأعمال السيئة و رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أكد ذلك في قوله (الرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته) .
وليعلم الأب أن صلاحهم مصلحة له في الدنيا والآخرة، فإن أقرب الناس إلى أبائهم وأمهاتهم هم الأولاد الصالحون من ذكور و إناث، و إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له، نسأل الله تعالى أن يعيننا جميعاً على ما حلمنا من الأمانة والمسؤولية.
المصدر: فتاوى نور على الدرب للشيخ محمد بن صالح العثيمين ( رحمه الله)
/-/-/-/-/-/-/
منقول: